منذ أكثر من ألفي عام، عندما كانت السماء مرآة البشر الأولى ونجومها دليلهم في البر والبحر، وُلدت أولى محاولات فهم هذا الكون الواسع. في القرن الثاني قبل الميلاد، وقف الفيلسوف الإغريقي هيبارخوس يتأمل حركات النجوم، ليبتكر نموذجًا أوليًا لما سيُعرف لاحقًا بالإسطرلاب.
مرت الأزمان، وانتقل الإسطرلاب من الحضارات الإغريقية إلى الحضارة الإسلامية، حيث بلغ أوج تطوره. وفي القرن العاشر الميلادي، برزت شخصية فريدة تُدعى مريم الإسطرلابية، التي لم تكن فقط صانعة للإسطرلاب، بل مبتكرة ومطورة له. بفضل عبقريتها، أصبح الإسطرلاب أداة تجمع بين الدقة والجمال، تُستخدم لتوجيه الإنسان نحو النجوم، الزمن، والحكمة.
أسطرلاب اليومبعد مرور أكثر من ألف عام، وتحديدًا في عام 2019، وُلدت رؤية جديدة تُعيد اسم "أسطرلاب" إلى الحياة. وجدنا في الإسطرلاب رمزًا للرحلات التي تتجاوز الأماكن، لتصل إلى الروح والمعرفة. لم يكن اختيار اسم "أسطرلاب" مجرد قرار عابر، بل كان استحضارًا لروح الرحلات الأبدية نحو المعنى. بالنسبة لنا، كان "أسطرلاب" أكثر من أداة فلكية؛ كان بوصلتنا التي قادتنا لاكتشاف الثقافات، فهم أسرار الذات، والتواصل مع حكماء الأرض. وهكذا، اخترتنا أن نجعل "أسطرلاب" عنوانًا لرحلاتنا ومغامراتنا، لتكون مرآة للروح وخريطة للحكمة التي تربط الماضي بالحاضر.
السفر
كما كان الإسطرلاب أداة توجه البحارة والفلكيين في الماضي، فإننا في "أسطرلاب" نؤمن بأن لكل رحلة توقيتها المثالي المرتبط بحركة الكون.
تحت ضوء القمر المكتمل، نخطط للرحلات التي تُحررنا من قيود المشاعر الثقيلة، لنشعر بالتحرر والانطلاق.
مع القمر الجديد، نبدأ مغامرات جديدة مليئة بالشغف والطاقة الإيجابية، حيث يكون الظلام بداية لخلق نور جديد.
رحلاتنا ليست مجرد تنقل بين الأماكن؛ إنها رقصة متناغمة مع إيقاع النجوم والقمر، حيث نستخدم حركة السماء كإلهام لصياغة تجارب تعيد رسم خرائط أرواحنا.
السفر كما نراه، ليس فقط لاكتشاف العالم، بل أيضًا لاكتشاف أنفسنا. ومن خلال رحلاتنا، كانت أسطرلاب وسيلة للاتصال بالآخرين ومد يد العون.
السفر يعلمنا التعاطف، ويجعلنا ندرك مشقة خطوات الآخرين في حياتهم. ولهذا، نستمر في البحث عن رحلات جديدة، ليس فقط لاكتشاف المزيد من العالم، ولكن أيضًا لنكون جزءًا من تغيير حياة الآخرين نحو الأفضل.
كما كان الإسطرلاب أداة تربط السماء بالأرض، فإن "أسطرلاب" رحلاتنا يربط بين الجمال الداخلي والخارجي، بين الماضي والحاضر، وبين الإنسان والكون. "كل رحلة هي بداية جديدة، وكل نهاية هي بوابة لحكاية أخرى، تُكتب بحب وإلهام."